( يقولون لا تعرف قيمة الشي حتى تفقده )
أحيانا القدر يضع لنا بعض الحواجز و من يتجاوزها فهو الأفضل في هذه الحياة
أيامنا مليئة بالأمتحانات و من يصبر عليها فهو من سيشعر بالسعادة بنهاية المطاف لكن من يستسلم من دون أدنى مقاومة
و يقول هذا هو ما كتب علي و علي أن آرضى و حتى أنه يمكن أن يضحي بحبه الوحيد الذي شعر به طول حياته فهو بالتأكييد لن تكون أيامه جميلة كيف لا وقد تخلى عن حبه
لربما القدر كُتب علينا و لكن ما آراه أن مع الأصرار نستطيع أن نغير قدرنا ففي النهاية منحنا حرية الأختيار و نحن من يحرك القدر و ليس القدر من يحركنا
ربما سنواجه صعوبات جمة عندما نختار شي معاكس لما هو متاح لنا لكن هذا ما أسميه بالأمتحان الحقيقي
فلو أستسلمنا لشي متاح لنا دوما فأي حياة هذه و ماذا تبقى منها من أمتحانات
صحيح علينا أن نصبر على ما أبتلينا لكن على كل شخص أن يميز بين الأستسلام و الهروب و بين الأبتلاء
فالهروب من ما علينا مواجهته ليس هو الأمتحان الحقيقي لمقدرتنا
و لا آرى أننا منحنا حرية الآرادة لهذا السبب لكي نستسلم بل لنقاوم
ربما تصبح الحياة صعبة بالمواجهة و عدم الهرب و الأستسلام
لكن بالحب و بمواجهة الأمر مع من نحب ستكون أفضل و مشرقة اكثر فلا شي يساوي سعادة الشخص رغم صعوبة الحياة عندما يكون مع من يحب
و لا بد أن يتحسن الوضع في النهاية فما بعد الضيق إلا الفرج و ما بعد غروب الشمس إلا شروقها و ما بعد يوم سيء إلا يوم أفضل
حتى ولو أخترنا المنافي للواقع فهذا لن يكون خطأ
و بطل قصتي أختار الأسهل أختار كسر قلب رقيق و الهروب بعيداً فقد رآى أن القدر ليس بجانبه و أن الهروب هو الأفضل للجميع
لكن بطلتي كانت مؤمنة بالله و بقلبها و بحبها بأنه سيعود لها حتى لو كان يبدو مستحيلاً
أعبر الأرض مجبراً حيث ضوء القمر المتجمد
لنرفع حريتنا عالياً،اخترنا طريقاً مجهولاً
نعبر غروب شمسٍ أشد من منتصف النهار
تبحر سفينة الوقت لتروي قصص أحلامنا
طريقنا مظلٍم نحو فجرٍ جديد
لقد نشئناً حتماً من أذرع الظلام
مثل المأسور في الحب أتامل الضوء
في نهاية المطاف، لايوجد سبيل للعودة من هذا الطريق
~*¤ô§ô¤*~ الجزء الأول ~*¤ô§ô¤*~
حسنا شامل إلى اللقاء فقد وصلت المشاكسة وعد إن لم أنزل لها في الحال ستأكلني
حسنا ماذا أفعل ليس لي سوى أن أقول أهتمي بنفسكِ ومع السلامة فلا أستطيع منافسة وعد فهي لن ترحمني أيضا فهي ستقول لي آلا يكفيك أنك تسرقها مني طوال الليل و نصف النهار
ضحكت جين قائلة آراك مساءاً إلى اللقاء
جين هل آرسل لكِ دعوة لكي تنزلي هيااااااا
حسنا مابكِ أنا آتية و لم تشعر جين إلا بضربة آتت على رأسها و يد سحبتها و صوت قال لها تعالي لهنا كنتِ تكلمين شامل صحيح
ضحكت جين وقالت ما بكِ يا وعد لقد آلمتني
آلمتكِ و تضحكين هيا لنذهب فالنسيم عليل و الجو جميل و أنتِ تجلسين بغرفتكِ خلف هذا الحاسوب
نعتذر لكن ما رآيكم بالتعرف على الشخصيات قبل أن نكمل القصة
جين :فتاة في الثامنة عشر من عمرها رقيقة القلب لطيفة..مرحة..طفولية بمعظم تصرفاتها تمنح الآمل لكل من حولها تحاول مساعدة الجميع و خاصة من هم مقربين منها بكل طاقتها و بكل ما تستطيع لاتعرف الكره والمستحيل أبتسامتها دافئة كأشعة الشمس
وعد:في نفس عمر جين و هي فتاة جريئة..مشاكسة..مرحة..لا تحب الأستسلام و تحاول الحصول على ما تريده بأي طريقة تساعد جين كثيراً لكن تحب مضايقتها في بعض الأحيان وهما صديقتا طفولة
شامل:شاب في السابعة عشر من عمره لطيف..محب ..حساس ..يحب مساعدة الذين يحتاجونه لا يرفض طلباً لأحد ينصح الجميع عندما يرى أن ما يقدمون عليه خطأ ..طموح ..لا يخلو من المشاكسة هو أيضا
جين و شامل يحبان بعضهما و دوما يلجأن لبعضهما عندما يواجهان المشاكل تعرفا على بعضهما عن طريق النت
عندما قررت جين الدخول عليه لآول مرة لتضيف شي جديد في حياتها و لتتعرف على محتويات النت فهو يسيطر على العالم
فقد كانت فضولية لكل شي جديد فتعرفت عليه و كانا في البدأ صديقان فحسب و تطورا معهما الأمر إلى أن أصبحا يحبان بعضهما فقد أعجب كل منهما بشخصية الآخر
مضى الشتاء و حل الربيع ذهب الصيف و آتى الخريف مضت الآيام والسنين عليهم بحلوها و مرها وكان حبهما يكبر في قلبهما بكل يوم يمضي و في كل ثانية يتحدثان بها مع بعضهما البعض
********
جين الآن في الثانية و العشرين من عمرها أنهت دروسها بسرعة وجلست في المساء كعادتها أمام حاسوبها والسعادة تغمرها لأنها ستتحدث وأخيراً إلى شامل
( أما شامل في الواحد و العشرين من عمره الأن )
انتظرت دخوله بلهفة لكن عندما دخل وبدأ التحدث إليها شعرت جين بأنه مختلف قليلاً عما أعتادت عليه فلم يكن كما عهدته وبأن هناك شي ما فهي لم تعتد أن يبدأ كلامه معها بشكل عادي
فسألته شامل هل هناك شي ماالذي حدث..أجابها نعم هناك ما أريد التحدث إليك به
أخذ نفس عميق وقال بعد أن صمت لمدة خمسة دقائق
جين أسف لن نستطيع الأستمرار في علاقتنا
لقد أخبرت والدي بأني أريد التقدم إليك ِلكنهم رفضوا طلبي..جين أعذريني آرجوكِ لكن علينا أن ننفصل هيا يا جين لا تحزني و كوني سعيدة بحياتكِ من أجلي دعي أبتسامتكِ المشرقة تزين وجهكِ دوماً..سنبقى أصدقاء ونتواصل مع بعض
فصمتت جين ولم تقل شي فهي لاتستطيع ان تصدق الذي يقوله لها شامل الأن و خرجت من صمتها و الدموع بعينيها و غير مصدقة لما تقرأه من كلمات وقالت له هل هذه مزحة من مزاحتك ؟؟؟
هذه ليست بمزحة لطيفة أخبرني الحقيقة هيا أجبني ماذا بك ؟؟؟ كيف لك أن تقول هذا بعد كل شي بيننا بعد كل السنوات التي قضيناها معا
نضحك و نبكي و نشكي لبعضنا و كل هذا الحب الذي نحمله بقلوبنا لبعض تقول سننفصل هكذا بكل سهولة بدون حتى مراعاة لأي شي هكذا تنطقها بكل سهولة...أنا أسف ياجين
انه صعب علي أيضا لكن لا أستطيع أن أفعل شي ولاأريد أن أراكِ حزينة كوني سعيدة من أجلي آرجوكِ
آزداد أنهمارالدموع من عيني جين إلى حد أنها لم تعد ترى الأحرف ولم تقل بعدها أي كلمة وبقيت تقرأ الذي يقوله لها شامل
ثم اطفئت حاسوبها من دون أن تكتب له أي كلمة آو حتى حرف ورمت بجسدها على سريرها وهي تبكي حتى غرقت بالنوم
وفي اليوم الثاني أستيقظت جين وهي لا تريد أن تصدق الذي جرى معها و كانت تآمل لو كان كل ذلك حلم تمنت لو أنها تشغل حاسوبها لتتكلم مع شامل
و كأن كل الذي جرى كان مجرد كابوس حلمت به و كانت تشعر بصداع فظيع ولم تستطيع الذهاب إلى جامعتها
وتغيبت عدة أيام عنها حتى أصيبت وعد بالقلق عليها فقررت أن تذهب بعد أن تنتهي من المحاضرات المقررة عليها لزيارتها و لتطمئن عليها
وصلت وعد لمنزل جين ففتحت لها والدة جين فقالت وعد مرحبا يا خالة أين هي تلك الكسول فلم آراها منذ آيام ...آهلا بكِ يا ابنتي أنها في غرفتها فهي مريضة لا آدري ما بها أصعدي إليها
حسنا يا خالة سأصعد إليها دخلت وعد إلى غرفة جين و قالت مرحبا أيتها الكسول أين أنتِ مختفية منذ آيام و لما لا تجيبي على أتصالتي ما بكِ
فنهضت جين بتثاقل وقالت آهلا يا وعد تعالي أجلسي فرأت وعد كيف كانت جين شاحبة فسألتها ما بكِ مالذي جرى لكِ لما أنتِ شاحبة هكذا هل حقا أنتِ مريضة لم أعتد رؤيتكِ هكذا
فبدأت جين بالبكاء فأستغربت وعد من جين و قالت كفي عن البكاء كالأطفال و أخبريني ماذا بكِ هيا مالذي يجري معكِ و توقفي عن البكاء
مسحت لها دموعها و هدأت من روعها قليلا و من ثم أخبرتها بكل الذي جرى معها و بالذي قاله لها شامل فشعرت وعد بالغضب على شامل
و قالت ذلك الأحمق كيف يفعل ذلك حسنا يا جين لا عليكِ تفهمي الموضوع من زاويته لا عليكِ يا صديقتي عليكِ أن تكوني أقوى من ذلك و ربما ستجتمعين بمن هو أفضل
قاطعتها جين بغضب قائلة أصمتِ يا وعد لا آريد أن أسمع كلام كهذا أصمتِ
شعرت وعد بالحزن و أعتذرت من جين و قالت لها حسنا أهدأئي ياجين أعتذر لم أكن أقصد أسفة لكن ليس عليكِ أن تبقي هكذا هذا لن ينفع
عليكِ أن تكملي حياتكِ شئت ذلك أم آبيتيه فهذه هي الحياة و لا تدرين ما الجيد الذي سيحدث لكِ فيما بعد عليكِ أن تعودي لدراستكِ و لجامعتكِ و عليكِ النظر لمستقبلكِ
هيا يا جين فلا تعلمين ما الذي سيجري بالمستقبل ربما تلتقين به مرة آخرى لكن عليكِ الأن أن تبقي مبتسمة و قوية
هيا آريني أبتسامتكِ الجميلة يا جين ...نعم معكِ حق يا وعد يجب أن أبقي أبتسامتي على وجهي و أن أكمل طريقي
و قالت بنفسها معكِ حق يا وعد لربما بيوم من الأيام أستطيع مقابلة شامل مرة آخرى و عندها لن يستطيع أحد أن يفرقنا نعم سأبقى على هذا الأمل و ساعيش لأجله
عادت جين لجامعتها وعوضت الدروس التي ذهبت عليها و كانت وعد تساعدها في ذلك فقد أعطتها كل المحاضرات التي تغيبت عنها
و منذ ذلك اليوم قررت جين أن لا تقترب من النت مجدداً إلا إذا أحتاجته لدراستها و عملها
أما شامل فبعد ذلك اليوم الذي تحدث فيه مع جين لم يعد يراها وأصبح يشعر بفراغ كبير فالتي كانت تملئ عليه حياته أختفت فجأة
و لم يعد يكلمها و يشكو لها لم يعد يبكي و يضحك معها لم يعد هناك أبتسامة و كلمة لطيفة تقويه على مشاكله
أفتقد أشياء كثيرة منذ أن غابت عنه أفتقد القوة التي كانت تمنحه آياها بكلماتها وعلم بانه لا يستطيع العيش من دونها
فهي ملاك حياته و آمله و سعادته و أبتسامته و كل شي بحياته...و أصبح يتذكر في كل يوم ماذا كانا يقولان لبعضهما و حديثه معها عن كل الذي كان يحدث له
فقد كان يكلمها عن مشاكله الصغيرة و الكبيرة لتساعده على حلها وت***ه الأمل على حلها..يتذكر كيف كانت هي أيضاً تخبره بمشاكلها إن كانت بسيطة أم معقدة ليساعدها
وتذكر ذلك اليوم الذي توعادا به ليذهبا معاً إلى شاطئ البحر لتكون أول مرة تذهب بها جين إلى البحر معه هو...كان يشعر بسعادة تغمره عندما يحدثها عن أي شيء
و حتى لو حدثها لساعة واحدة في اليوم كان يشعر بالرضى طيلة اليوم فما كان يهمه أنها معه و لو بقليل من الوقت المهم أنها معه
لكن الأن فقد كل تلك السعادة التي كانت ترسمها جين على وجهه و لم يعد يشعر سوى بآلم في قلبه كلما تذكر أي شيء عن جين
حاول الأتصال بها مراراً وتكرراً لكن دون فائدة فقد غيرت رقمها