لماذا لانشعر بقيمة من حولنا حتى نفقدهم؟
لماذا لانشعر بوجودهم وهم بقربنا؟
لماذا لانراهم وهم أمامنا ومعنا؟
لماذا نتجاهل وجودهم وهم يحاولون التقرب منا؟
هل ننتظر أن يبعدهم القدر عنا لنشعر بهم؟
أم ننتظر أن يبتعدوا هم عنا ؟
ظننت أن لدي كل شيء وأني أعرف كل شيء ولكني أدركت أني مخطئ لم أكن أعي ماحولي لم أكن أعلم أن هناك قلباً يخفق لي قلباً خصصه شخص لأجلي
حمل مشاعر وأحاسيس صادقة نحوي لم أكن أعلم أن هناك للحب أنواع وهذا الحب الذي لم أعرف عنه كان حباً خجولاً
هذه قصتي أكتبها وبين كل سطر من سطورها ذكرى خاصة في قلبي
ذات يوم انتقلت للسكن في شقة جديدة والتقيت جارة لي كانت تسكن في الشقة المجاورة انها فتاة لطيفة وجميلة عرضت علي المساعدة فوافقت وقمنا بترتيب الشقة سوياً
قضينا معاً وقتاً رائعاً فقررت أن أشكرها وأدعوها للعشاء وهكذا أصبحناأصدقاء فقررت أن أعرفها على مخطوبتي فشعرت بأنها تفاجأت لمعرفة ذلك لاأعرف لماذا كنت أقضي مع صديقتي
معظم أوقات فراغي لقد كانت تهتم بنظافة شقتي وملابسي وطعامي عندما أكون في العمل كنت أجد كل شيء مرتب ونظيف عند عودتي
أدعوها الى الطعام وتدعوني نشاهد بعض الأفلام كنت أشعر بالسعادة معها كانت تعرف ماأحب وماأكره مايحزني ومايفرحني ذات يوم شعرتُ بمرض شديد فأتت لتهتم بي
فشكرتها وقلت لها بأني سأتصل بمخطوبتي وهي سوف تعتني بي فأتصلت بها وقالت بأنها ستأتي غداً فأصرت على البقاء معي إلى أن تأتي مخطوبتي فبقيت ساهرةً معي طوال الليل
وفي اليوم التالي قامت مخطوبتي بزيارتي ولكنها لم تبقى معي قلت لها بأني أريدها بقربي وظننت أنها ستأتي مسرعةً إلي عندما تعلم بمرضي قالت بأنها مشغولة وليس لديها وقت للبقاء معي
وأنها ستعود لزيارتي مرة أخرى وبقيت طريح الفراش لعدة أيام وكانت صديقتي هي من تقوم برعايتي في مرضي لقد تعافيت ولم تقم خطيبتي بزيارتي مرة ثانيةأو حتى الإتصال بي
كنت حزيناً جداً لذلك قررت صديقتي أن نخرج لقضاء الوقت معاً ولكي أنسى حزني وفي الحقيقة كانت تخفف عني كثيراً عند حزني وألمي كنت أقول لها انها صديقة حقيقية ومخلصة
وأني أستطيع الاعتماد عليها وأن أئتمنها على أسراري وفي يوم حددنا أنا ومخطوبتي موعد زفافنا وقدمتُ الدعوة لصديقتي وقلت لها بأني أريدها بقربي في يوم زفافي ولكن فجأة قررت
السفر وقالت بأنها لم تعد تستطيع البقاء هنا وكان الحزن بادٍ على وجهها لم أعرف السبب ولم أستطع منعها فودعتها وشعرت بشيء من الحزن والألم كنت أظن أني أودع صديقة ولكني كنت مخطئاً
وعندما عدت شعرت بفراغ كبير وحدة لم أكن أعلم أنها ستترك هذا الفراغ الكبير في حياتي قضيت عدة أيام وحيداً كنت أشعر بشيء من الضيق وكأن الدنيا لم تعد تتسع لي وفي يوم زفافي
كنت أستعد للذهاب إلى الحفلة وعندما ذهبت الى هناك كنت على وشك تقديم خاتم الزواج لمخطوبتي ولكن فجأة لاحت صورة صديقتي في مخيلتي والأيام التي قضيناها معاً والأقات الجميلة
وتذكرت لهفتها علي عند مرضي ووقوفها بقربي عندما انشغلت عني خطيبتي تذكرت اعتناءها بالأشياء التي أحبها باعتناءها بمنزلي وطعامي ولباسي توديعها لي عند ذهابي لعملي وانتظارها لي عند عودتي
يا الهي كم كنت غبياً لم أدرك مشاعرها نحوي واهتمامها بي لم أدرك سبب سفرها المفاجئ وحزنها لم أدرك نظراتها اليائسة لم أدرك أهميتها بالنسبة لي وحبي لها
الآن.. الآن فقط علمت بأنها لم تكن مجرد صديقة الآن علمت أني أحبها وافتقدتها بشدة وأني لاأستطيع العيش دونها قلت لخطيبتي أني لست الشخص المناسب لها فغادرت الحفل وتفاجأ الجميع لذلك
ركبت سيارتي وتوجهت مسرعاً الى مدينة صديقتي الحبيبة وأخذت معي خاتم الزواج وعندما وصلت ذهبت إليها بأقصى سرعة والشوق يغمرني فطرقت الباب وفتحت لي
فتفاجئت جداً لرؤيتي فقمت بضمها وأخبرتها بأني اشتقت لها كثيراً وأني افتقدتها وأني أحبها جداً جداً فاعتذرت لها لأني لم أشعر بها وتجاهلت وجودها وهي بقربي لم أرها وهي أمامي
إلى أن ابتعدت عني فَبَدَأَتْ بالبكاء فقدمت لها الخاتم وطلبت منها الزواج بي فوافقت وكان هذا أجمل يوم في حياتي وعاهدتها وعاهدة نفسي بأن أعوضها عن كل الأيام الماضية