sperenza
بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:
| موضوع: صفات اليهود الجمعة 17 سبتمبر 2010, 00:53 | |
| [center][size=21] صفات اليهود من القرآن والسنة الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً, القائل في كتابه الكريم: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}1,والصلاة والسلام على البشير النذير، قائد الغر المحجلين محمد بن عبد اللهالصادق الأمين - صلى الله عليه وعلى آله الأطهار -، وصحابته الكرام وسلمتسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد: من المعلوم عند الناس أن اليهود هم شر خلق الله, فهم شر من وطأ الحصى لأنهم قتلة الأنبياء, ومفتروالكذب على الله, الخونة الجبناء، ناقضوا المواثيق, وفوق ذلك فقد حاولواقتل النبي المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عدة مرات لكنالله - تبارك وتعالى - نجاه وحفظه. والمتتبعللتأريخ يدرك غدرهم وحمقهم وشدة عدائهم للمسلمين, ومن نظر في عصرنا الحاضرما قاموا به من الإجرام ضد إخواننا في أرض غزة علم ذلك, فقد هدموا البيوت،وقتلوا النساء والأطفال، وسفكوا الدماء, وضربوا بالأسلحة المحرمة دولياً،وحطموا الكهرباء والممتلكات والمستشفيات - ولا حول ولا قوة إلا باللهالعلي العظيم, هو حسبنا ونعم الوكيل -, وفيما يلي سوف نقوم بجمع ما تيسرجمعه من صفاتهم الواردة في القرآن والسنة؛ نسأل الله - تعالى - التوفيقوالسداد: · هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا: قال الله - تبارك وتعالى -: {لَتَجِدَنَّأَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَأَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْالَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَوَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}2قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -: "لتجدن يا محمد أشدَّ الناسعداوةً للذين صدَّقوك واتبعوك وصدّقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام؛اليهودَ والذين أشركوا"3، وقالالحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية: "ما ذاك إلا لأن كفراليهود عناد وجحود، ومباهتة للحق، وغَمْط للناس، وتَنَقص بحملة العلم،ولهذا قتلوا كثيراً من الأنبياء، حتى هموا بقتل رسول الله - صلى الله عليهوسلم - غير مرة، وسحروه، وألَّبوا عليه أشباههم من المشركين - عليهم لعائنالله المتتابعة إلى يوم القيامة -"4,وقال الرازي - رحمه الله -: "اعلم أنه - تعالى - لما ذكر من أحوال أهلالكتاب من اليهود والنصارى ما ذكره ذكر في هذه الآية أن اليهود في غايةالعدواة مع المسلمين، ولذلك جعلهم قرناء للمشركين في شدة العداوة، بل نبهعلى أنهم أشد في العداوة من المشركين من جهة أنه قدم ذكرهم على ذكرالمشركين، ولعمري أنهم كذلك"5, وقالالخازن - رحمه الله - في تفسيره: "اللام في قوله لتجدن لام القسم تقديرهوالله يا محمد إنك لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا بك وصدقوك؛ اليهودوالذين أشركوا، ووصف الله شدة عداوة اليهود وصعوبة إجابتهم إلى الحق،وجعلهم قرناء المشركين عبدة الأصنام في العداوة للمؤمنين، وذلك حسداً منهمللمؤمنين"6، وقال ابن سعدي - رحمهالله -: "فهؤلاء الطائفتان على الإطلاق أعظم الناس معاداة للإسلاموالمسلمين، وأكثرهم سعياً في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم،بغياً وحسداً، وعناداً وكفر7". ومن شدةالعداء أنهم يعرفون الحق لكنهم لا يتبعونه, فهم يعرفون أن النبي - صلىالله عليه وسلم - حق، وأنه من عند الله؛ ولكنهم لم يتبعوه، ولما هاجرالنبي - صلى الله عليه وسلم - ووصل إلى المدينة نظر إليه اليهود فعرفوه،وأكنوا له العداوة كما روت ذلك أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب زوجةنبينا - صلى الله عليه وسلم - فإنها ذكرت أن حيي بن أخطب أحد زعماء يهودلما قدم النبي - عليه الصلاة والسلام - المدينة رآه فعرف أنه نبي مما قرأعنه في التوراة، تقول صفية - رضي الله عنها -: "أن أباها وعمها التقيا بعدأن رأيا النبي - عليه الصلاة والسلام -، فقال عمها لأبيها: أهو هو؟ قال:نعم أعرفه بوجهه - أو بنعته -، قال: فما في صدرك له؟، قال: عداوته مابقيت"، وهذا مصداق قول الله - جل وعلا -: {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ}8, وقوله - تبارك وتعالى -: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ}9"10, ولقد ورد في القرآن الكريم أنه من شدة عداوتهم للمؤمنين: {يُرِيدُونَأَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّأَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}11, و{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}12. · عنادهم وتعنتهم، وكثرة أسئلتهم واستفسارهم: إذمن صفاتهم القبيحة أنهم متعنتون, يكثرون الأسئلة والاستفسارات، ومن أمثلةلذلك ما ذكره الله - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل عما وقع بين موسى -عليه السلام - وبين قومه عندما أمرهم أن يذبحوا بقرة, فقالوا: أتتخذناهزواً, ثم قالوا: ما هي, ما لونها{وَإِذْ قَالَمُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةًقَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَمِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَاهِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌعَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُلَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُإِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَوَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَجِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ}13, وقالوا لموسى - عليه السلام -: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً}14 تعنتاً وعناداً, وقالوا له كما أخبر الله - تبارك وتعالى - بذلك: {وَإِذْقُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَارَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَاوَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَأَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْمِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُوَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْكَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَبِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}15. · تحريفهم للكتاب: فمن صفاتهم أنهم حرفوا كلام الله - عز وجل - الذي أُنزل إليهم، وغيروا وبدلوا حتى قال الله - تبارك وتعالى - عنهم للمؤمنين: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْيَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَاعَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}16, وقال: {مِّنَالَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَسَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاًبِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْوَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَإِلاَّ قَلِيلاً}17, وقال الله - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}18, وقال الله - تبارك وتعالى - لهم: {وَإِذْقُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْرَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْلَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}19 فقالوا: حنطة. · جبنهم, وحبهم الحياة، وحرصهم عليها: فاليهودمن أجبن خلق الله - تبارك وتعالى - على الإطلاق، ومن تتبع التاريخ عرفحقيقتهم, فقد كانوا يتحصنون في الحصون المنيعة خوفاً من المسلمين,والمتابع في وقتنا الحاضر لصراعهم مع إخواننا في أرض فلسطين فإنه يلاحظكيف أنهم يخافون من الحجارة فتجدهم يهرولون هاربين منها بالرغم من أنهميحملون أعتى السلاح، وقد قال الله - تبارك وتعالى - عن حالهم: {لَايُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءجُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاًوَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}20،وروي ابن جرير الطبري - رحمه الله - بسنده عن قتادة قال: "تجد أهل الباطلمختلفة شهادتهم، مختلفة أهواؤهم، مختلفة أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوةأهل الحق"21, وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي: تراهم مجتمعين فتحسبهم مؤتلفين، وهم مختلفون غاية الاختلاف"22؛ وقال الله - تبارك وتعالى - عنهم:{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَننَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَافَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَأَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَادَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَاأَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّاهَاهُنَا قَاعِدُونَ}23 قالأبوجعفر محمد بن جرير الطبري - رحمه الله -: "وهذا خبر من الله - جل ذكره- عن قول الملأ من قوم موسى لموسى إذ رغبوا في جهاد عدوهم، ووعدوا نصرالله إياهم إن هم ناهضوهم، ودخلوا عليهم باب مدينتهم؛ أنهم قالوا له:"إنالن ندخلها أبداً" يعنون: إنا لن ندخل مدينتهم أبداً"24؛وقال الشيخ السعدي - رحمه الله -: "فما أشنع هذا الكلام منهم، ومواجهتهملنبيهم في هذا المقام الحرج الضيق الذي قد دعت الحاجة والضرورة إلى نصرةنبيهم، وإعزاز أنفسهم"25, وقال - سبحانه - حاكياً حالهم وحبهم للحياة، وخوفهم من الموت: {وَلَتَجِدَنَّهُمْأَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّأَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَالْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}26. · أنهم سماعون للكذب، أكالون للسحت، يأكلون أموال الناس بالباطل: فاليهود كما تعلمون قوم بهتٌ، أكالون للسحت والربا، ولا يعيشون إلا علىالحرام، ولا يبالون في سبيل جمع المال بشيء من الدين أو الأخلاق، أو حرمةالأعراض، فهم عبّاد المال أينما وجد، وبأي طريقة اكتسب؛ حلالاً أو حراماً،ولما كانوا يساكنون المسلمين في البلاد الإسلامية منذ القدم (قبل أنيحتلوا بلاد فلسطين ليكوِّنوا لهم دولة) نشروا الربا بين المسلمين،وأغروهم بمكاسبه الكبيرة، فتبعهم من ضعُفَ إيمانُه وخلقُه من المسلمين -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم - قال الله - تبارك وتعالى -: {سَمَّاعُونَلِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمأَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاًوَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّالْمُقْسِطِينَ}27، ويقول سبحانه: {وَتَرَىكَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِوَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لَوْلاَيَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَوَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}28, وقال سبحانه: {وَأَخْذِهِمُالرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِبِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}29, وقال - سبحانه جل وعلا -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِوَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِوَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَوَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُمبِعَذَابٍ أَلِيمٍ}30. · الغدر والخيانة:إن الغدر والخيانة صفتان قبيحتان يستقبحهما كل من كانت فطرته سليمة لمتشبها شائبة، لكن من أعظم الصفات التي يتصف بها اليهود - قبحهم الله -صفتا الغدر والخيانة, فهم خونة ينقضون المواثيق ويغدرون, ويخونون منائتمنهم قال - تعالى -: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَآمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْقَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ}31, وقال - تعالى -: {وَإِذَالَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْإِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْلِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}32, وقال - سبحانه -: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}33,وروى الإمام أبو داود السجستاني - رحمه الله - في سننه "أن النبي - صلىالله عليه وسلم - كان يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة"، زاد "فأهدت لهيهودية بخيبر شاة مصلية سمتها، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -منها، وأكل القوم، فقال: ((ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة))، فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ((ما حملك على الذي صنعت؟))قالت: إن كنت نبياً لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك،فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلت، ثم قال: في وجعه الذيمات فيه: ((ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري))"34. · قسوة قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد: بسبب عصيانهم لله - تبارك وتعالى -، ولرسله - صلوات الله عليهم أجمعين - قال الله - تبارك وتعالى - مخبراً عن حال قلوبهم: {ثُمَّقَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّقَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُوَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّمِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍعَمَّا تَعْمَلُونَ }35, وقال - سبحانه -: {فَبِمَانَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةًيُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّاذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْإِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}36, وقال - سبحانه -: {لِيَجْعَلَمَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌوَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}37, وقد توعد الله - تبارك وتعالى - القاسية قلوبهم بالعذاب فقال - جل وعلا -: {أَفَمَنشَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِفَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِيضَلَالٍ مُبِينٍ}38. · هم قوم مغرورون ومتكبرون: وهاتان الصفتان من أقبح الصفات, فالكبر وحده مانع من دخول الجنة كما جاءعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))39, ومن كبرهم أنهم قالوا: إنهم أبناء الله وأحباؤه كما قال الله - تبارك وتعالى -:{وَقَالَتِالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْفَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}40, وقالوا: لا يدخل الجنة إلا من كان منهم كما قال الله - تبارك وتعالى -: {وَقَالُواْلَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَأَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}41, ومن كبرهم وغرورهم أنهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ولم يستمعوا له كما أخبر الله - تبارك وتعالى - عنهم: {وَإِذَاسَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَاوَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}42. · قذفهم لمريم - عليها السلام -: فاليهود لقبح سرائرهم وقعوا في عرض مريم بنت عمران - عليها السلام - واتهموها بالزنا - عياذاً بالله - قال الله - تبارك وتعالى -: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِشَيْئاً فَرِيّاً * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍوَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}43, وقال - جل جلاله العظيم في سلطانه -:{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً *وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَاللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّالَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْعِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}44 قالوا ذلك وهي المبرأة التقية، العابدة الزاهدة, كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً. · قتل الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: ولقبح أخلاقهم فقد قاموا بقتل أنبياء الله - تبارك وتعالى - عليهم الصلاةوالسلام -، وحاولوا قتل نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -قال الله - تبارك وتعالى -: {إِنَّ الَّذِينَيَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّوَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِفَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}45,وقال الله - جل وعلا -:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍفَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِنبَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَأَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْمِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُوَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْكَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَبِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}46 أي: "ظلماً، فإنهم قتلوا شعياء، وزكريا، ويحيى وغيرهم"47,وقال البيضاوي - رحمه الله - في تفسيره: "بسبب كفرهم بالمعجزات التي منجملتها ما عدَّ عليهم من فلق البحر، وإظلال الغمام، وإنزال المن والسلوى،وانفجار العيون من الحجر، أو بالكتب المنزلة: كالإنجيل، والفرقان، وآيةالرجم، والتي فيها نعت محمد - صلى الله عليه وسلم - من التوراة، وقتلهمالأنبياء، فإنهم قتلوا شعياء، وزكريا، ويحيى وغيرهم بغير الحق عندهم إذ لميروا منهم ما يعتقدون به جواز قتلهم، وإنما حملهم على ذلك اتباع الهوى،وحب الدنيا كما أشار إليه بقوله: {ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} أي: جرهم العصيان والتمادي والاعتداء فيه إلى الكفر بالآيات، وقتلالنبيين، فإن صغار الذنوب سبب يؤدي إلى ارتكاب كبارها، كما أن صغارالطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها، وقيل كرر الإشارة للدلالة على أن مالحقهم كما هو بسبب الكفر والقتل فهو بسبب ارتكابهم المعاصي، واعتدائهمحدود الله - تعالى -"48, وقال الله - تبارك وتعالى -: {إِنَّالَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَبِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَالنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}49, وقال الله - تبارك وتعالى -:{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍمِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِوَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْيَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}50. · نقضهم العهود والمواثيق:ومن أشهر صفات اليهود أيضاً نقضهم العهد والميثاق، فلقد نقضوا عهدهم معالله - تبارك وتعالى - ومع رسله في أكثر ِمن موضع, وسطر الله ذلك في كتابهفقال - سبحانه وتعالى -: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}51, ويقول سبحانه: {وَإِذْأَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَوَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْوَأَنتُم مِّعْرِضُونَ}52, وقال الله - تبارك وتعالى -: {أَلَمْتَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْقَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِاللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّتُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّنُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَاوَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّقَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}53, وقال الله - جل جلاله -: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ}54,وقد حصل هذا قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء الإسلام،وقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وعاهدهم؛ نقضوا العهدأكثر من مرة، وتآمروا مع القبائل الكافرة ضد المسلمين, حتى انتقم الله -تبارك وتعالى - منهم وأخزاهم. · تفرقهم واختلافهم:ومن صفاتهم أنهم تفرقوا إلى جماعات متعددة متناحرة, وما وقع ذلك الاختلافوالتفرق إلا بعد أن جاءهم العلم قال الله - تبارك وتعالى -:{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِمَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}55, وقال الله - تبارك وتعالى -: {وَمَاتَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْوَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّىلَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنبَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}56, وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة))57,وروي عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بلفظ: أنه قام فينا فقال:"ألا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا فقال: ((ألاإن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملةستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهيالجماعة))58. · قلة أدبهم مع الله - تبارك وتعالى -، ومع أنبيائه، وأنهم قوم مفسدون:فهم من أخبث خلق الله، حيث قلَّ أدبهم مع الله - تبارك وتعالى - ومعأنبيائه فنسبوا إلى الله - تبارك وتعالى - الولد، وقالوا أن الله فقير قالالله - تبارك وتعالى -: {وَقَالَتِ الْيَهُودُعُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَكَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ *اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِوَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْإِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}59, وقالوا: يد الله - تبارك وتعالى - مغلولة فقال الله - تبارك وتعالى -: {وَقَالَتِالْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْبِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءوَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَطُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَوَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراًلِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداًوَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}60, وقالوا: إن الله - تبارك وتعالى - فقير، ونحن أغنياء فقال الله - سبحانه -: {لَّقَدْسَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُأَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِحَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ}61,ومن قلة أدبهم مع الأنبياء ما فعله اليهود مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقد كانوا يسلمون عليه فيقولون: السام عليك أي: الموت، قالت عائشة -رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دخل رهط من اليهودعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة -رضي الله عنها -: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسولالله - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد قلت: وعليكم))62،وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان على رسول الله - صلى الله عليهوسلم - ثوبان قطريان غليظان، فكان إذا قعد فعرق ثقلاً عليه، فقدم بز منالشام لفلان اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة،فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد، إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي،فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كذب، قد علم أني من أتقاهم لله، وآداهم للأمانة))63. · تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:ومن المعلوم أن الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر فيه حياة الأمم، وصلاحالحال والمجتمع, وذلك لأنه إذا وجدت المنكرات في المجتمع من غير أن يوجدمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فإن ذلك يؤدي إلى فساد المجتمع بأكمله,وجعل الله - تبارك وتعالى - الخيرية لهذه الأمة وذلك لأمرها بالمعروف،ونهيها عن المنكر قال الله - تبارك وتعالى -:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُالْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَوَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}64,لكن اليهود بخلاف هذه الأمة تركوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،فاستحقوا بذلك غضب الله - تبارك وتعالى - عليهم، ولعنهم قال - تباركوتعالى -: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيإِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَبِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}65. · انعدام الحياء: الحياء من صفات المؤمنين، وهو من الإيمان، ولا يأتي إلا بخير فعن عبد اللهبن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ علىرجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله - صلى الله عليهوسلم -: ((دعه فإن الحياء من الإيمان))66, وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))67, ومن قبح اليهود وخستهم أنهم ليس عندهم حياء لحديث أبيهريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كانتبنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده،فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسلفوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي ياحجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذثوبه، فطفق بالحجر ضرباً)), فقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضرباً بالحجر"68. · أنهم حاسدون للمؤمنين:من صفات المؤمنين الرحمة والتعاطف بعضهم يعطف على بعض، ويحبون الخيرلبعضهم بخلاف اليهود فإنهم يتصفون بحقدهم على المسلمين، وعلى كل صاحب نعمةوذلك لحديث عائشة - رضي الله عنها -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: ((ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين))69. وعموماً فإناليهود قد جمعوا كل صفة قبيحة فاتصفوا بها، وما ذكرناه سابقاً هو بعضالصفات التي اتصفوا بها - عليهم من الله تعالى ما يستحقون -, ولذلكاستحقوا غضب الله - تبارك وتعالى - عليهم، ولعنه لهم، ومسخهم إلى قردةوخنازير، وكل ذلك بسبب مخالفتهم لأوامر الله - تبارك وتعالى -، وإيمانهمبالجبت والطاغوت, وبسبب توليهم الذين كفروا قال الله - تبارك وتعالى -: {قُلْهَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَنلَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَوَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناًوَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}70, وقال سبحانه: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}71, وقال الله - سبحانه -: {تَرَىكَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَاقَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِيالْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}72, وقال - جل وعلا -: {أَلَمْتَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَبِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاءأَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}73. نسأل الله -تبارك وتعالى - أن ينفع بها من قرأها, وأن يعز الإسلام والمسلمين, وأنيهيأ لهذه الأمة أمراً رشداً يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعاصيوالفجور, والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمدبن عبد الله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. 1 سورة النحل (89).
2 سورة المائدة (82).
3 تفسير الطبري (10/498).
4 تفسير ابن كثير (3/166).
5 تفسير الرازي (6/133).
6 تفسير الخازن (2/320).
7 تفسير السعدي (1/241).
8 سورة البقرة (146).
9 سورة الأنعام (20).
10 الأيام النظرة والسيرة العطرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم (1/99) بتصرف.
11 سورة التوبة (32).
12 سورة الصف (.
13 سورة البقرة (67-71).
14 سورة الإسراء (90).
15 سورة البقرة (61).
16 سورة البقرة (75).
17 سورة النساء (46).
18 سورة البقرة (104).
19 سورة البقرة (58).
20 سورة الحشر (14).
21 تفسير الطبري (23/292)؛ وتفسير البغوي (8/81).
22 تفسير ابن كثير (8/75).
23 سورة المائدة (22- 24).
24 تفسير الطبري (10/184).
25 تفسير السعدي (1/228).
26 سورة البقرة (96).
27 سورة المائدة (42).
28 سورة المائدة (62- 63).
29 سورة النساء (161).
30 سورة التوبة (34).
31 سورة البقرة (14).
32 سورة البقرة (76).
33 سورة الأنفال (71).
34رواه أبو داود برقم (4512)؛ وروي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -عند الدارمي في سننه برقم (68)؛ والحاكم في المستدرك برقم (4967)، وقال:صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه؛ وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح أبي داودبرقم (4512).
35 سورة البقرة (74).
36 سورة المائدة (13).
37 سورة الحج (53).
38 سورة الزمر (22).
39 رواه مسلم برقم (91).
40 سورة المائدة (18).
41 سورة البقرة (111).
42 سورة القصص (55).
43 سورة مريم (27-28).
44 سورة النساء (156- 157).
45 سورة آل عمران (21).
46 سورة البقرة (61).
47 تفسير السراج المنير (1/141)؛ وتفسير النسفي (1/47).
48 تفسير البيضاوي (1/331).
49 سورة آل عمران (21).
50 سورة آل عمران (112).
51 سورة البقرة (100).
52 سورة البقرة (83).
53 سورة البقرة (246).
54[font:4d2 | |
|
thechosenone
بطاقة الشخصية الورقة الشخصية: 5
| موضوع: رد: صفات اليهود الجمعة 17 سبتمبر 2010, 12:21 | |
| يظنون انهم قوم الله المختار وانهم مبشرون بالجنة فيفعلون المعاصي و كل مات لا يخطر على بال فظنهم انهم ساكنةن الجنة و ما هم بداخليها
| |
|
sperenza
بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:
| موضوع: رد: صفات اليهود الجمعة 17 سبتمبر 2010, 15:34 | |
| وي تمام ههههههههههههه معك حق يا المختار مختار هههههههههههههههههههههههههه
| |
|