في الغرفة الظلماء كنت نائمة لوحدي.. ظلام دامس صعقت النفس منه عندما صحوت
من غفوتي.. الباب مغلق محكم الإغلاق.. أين ذهبوا أهلي عني.. تركوني لوحدي
وخرجوا دون أن يستشيروني إن كنت راضية أم رافضة.. وفجأة وبكل هدوء تسلل
رجلان إلى غرفتي المظلمة.. لست أعرف كيف سأصل إلى مفتاح النور كي أنير
الغرفة.. وإذا بالرجلان يقتربان مني بكل سكينة.. وأنا أرتعش من الخوف..
هنا في غرفتي ولوحدي .. أهلي خرجوا وبقيت فريدة لا مؤنس في وحشتي.. وبعد
ذلك يأتي هؤلاء الرجال ليقتحموا علي خلوتي.. وإذا برجل آخر يدخل بعدهم
بقليل.. ولكني رأيت ملامحه.. إنه في أسوء صورة خلقها الله - عز وجل شأنه-
.. لم أر في حياتي قط أبشع من وجه هذا الشخص.. ولا أبشع من ملامح جسده
المشوه.. إنه مشوه إلى أبعد الحدود.. أتى وجلس أمامي ولم يؤذيني أبدا...
ولكن منظره المؤذي هو الذي يرعبني … جلس أمامي ولم ينبس ببنت شفة.. وإنما
أخذ في التحديق بي.. وكأنه يريد معرفة شي معين.. وإذا بالرجلان اللذان
دخلا قبله يهمان بسؤالي:
من إلهك؟؟***
من نبيك؟؟***
ما دينك؟؟***
وإذا بنافذة باردة منعشة الهواء تفتح عن يميني.. وأخرى شديدة الحر تلفح جسدي تفتح عن يساري.. فإلى أين النافذين سيلق بي عملي..؟؟؟
فهل أعددنا الأجوبة لهذه الأسئلة؟؟؟
وهل جهزنا المطايا للرحلة الطويلة التي تبدأ بإنتهاء العمر؟؟؟؟
وإذا بي أتعرف على الرجل المشوه .. فإنما هو عملي السيء وذنوبي التي
اقترفتها على سطح هذه الأرض.. فأتت إلي في بطنها تذكرني بغفلتي. . فمالي
في تلك اللحظة غير الله ينجيني..
أسألك اللهم يا مجيب الدعاء.. أن تنجينا وتثبت أقدامنا عند السؤال يا رب العالمين..
ارسلها فالداعي إلى الخير كفاعله.. فلربما كانت رسالتك هذه هي سبب هداية شخص أخذته الدنيا بغرورها
فغفل عن حق الله عليه.. فعاد إلى طريق أحمد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
فيكتب الله لك الخير الوفير.. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا... ولا
تحرمونا من دعائكم
منقول وهو جدير بالنقل.