حان حرمانِي ونادانِي النَّذيـرْما الذي أعدَدْتُ لِي قبل المسيرْ |
زمنِي ضـاع ومـا أنصفتنِـي زاديَ الأولُ كالـزاد الأخيـرْ |
ريّ عمري من أكاذيب المُنَـى وطعامي من عفافٍ وضميـرْ |
وعلـى كـفِـك قـلـبٌ ودمٌوع علـى بابـك قيـدٌ وأسيـرْ |
حانَ حرمانِي فدعنِي يا حَبيبِي هذه الجنة ليستْ من نصيبِـي |
آه من دارِ نعيمٍ كلمـا جئتُهـاأجتـازُ جسـراً مـن لَهيـبِ |
وأنا إلفـك فِـي ظـل الصِّبَـاوالشَّبَاب الغضِّ والعمرِ القشيبِ |
أنزلُ الربـوةَ ضيفـة عابـرة ثُمَّ أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ |
لِمَ يا هاجرُ أصبحـتَ رحيمـة والحنانُ الجمُّ والرقـةُ فيمـا؟ |
لِمَ تسقينِيَ من شهـدِ الرِّضـاوتلاقينِـي عطوفـة وكريمـة |
كلُّ شيء صار مرّاً فِي فَمـي بعدما أصبحتُ بالدنيـا عليمـة |
آه مـن يأخـذْ عمـري كلَّـه ويعيدُ الطفل والجهـلَ القديمـا |
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنـاكم بنينا مـن خيـالٍ حولنـا |
ومشينـا فِـي طريـق مقمـرتثـبُ الفرحـةُ فيـه قبلـنـا |
وتطلعـنـا إلَــى أنجـمـه فتهاويـن وأصبـحـنَ لـنـا |
وضحكنـا ضحـك طفلـيـن معـاً وعدونَـا فسبقنـا ظلنـا |
وانتبهنا بعد ما زال الرحيـق وأفقنـا، ليـتَنـا لا نفيـقْ |
يقظةٌ طاحت بأحـلامِ الكَـرى وتَولَّى اللَّيلُ ، واللَّيلُ صَدِيـقْ |
وإذا النُّـورُ نَـذِيـرٌ طَـالِـعٌوإذا الفجرُ مُطِـلٌّ كالحَرِيـقْ |
وإذا الدُّنيـا كـمـا نعرفُـهـاوإذا الأحْبابُ كلٌّ فِـي طَريـقْ |
هاتِ أسعدْنِي وَدَعْنِي أسْعـدُكْ قَدْ دَنا بعـدَ التَّنائـي مـوردُكْ |
فأذقنـيـه فـإنِـي ذاهِــبة لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ |
وا بَلائِـي مـن لَيالِـيَّ التِـي قرَّبَتْ حَيْنِي وراحَـتْ تبعِـدُكْ |
لا تَدَعْنـي للَّيـالِـي فـغـداتَجْرحُ الفُرقةُ ما تأسـوا يَـدُكْ |
أزف البينُ وقد حان الذّهـابْ هذه اللَّحظةُ قُدَّت مِـن عَـذَابْ |
أزف البينُ ، وهل كان النَّـوى يا حبيبِي غير أن أغْلق بـابْ؟ |
مَضتِ الشّمسُ فأمسيـتُ وقـدأغلقت دونِيَ أبوابُ السَّحـابْ |
وتلـفَّـتُّ عـلـى آثـارَهـاأسألُ اللَّيلَ! ومَنْ لِي بالجَوَابْ؟ |
|