بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصة وقائعها حقيقية، سمعت أحداثها من أحد الدعاة في أحد الأشرطة.
تدور أحداث القصة حول رجل عاص له وزجة وبنت صغيرة. دأب الرجل على السهر كل ليلة مع أصدقاء السوء في قضاء المعاصي. وذات ليلة .. تأخر قليلا عن موعده معهم، فلم ينتظروه وخرجوا سريعا لقضاء سهرتهم . فلما أن وصل متأخرا ووجدهم تخلوا عنه ولم ينتظروه -كعادة رفاق السوء في البحث عن متعتهم أولا- حزن الرجل ووجد في نفسه وجدانا شديدًا. (وكأنه حزن كيف يقضي هذه الليلة دون معصية)!!
عاد أدراجه إلى بيته وحدثته نفسه الأمارة بالسوء أن يخرج من مكتبه شريط فيديو تحوى مادته على مشاهد مخلة بالآداب.
انتظر الرجل حتى نام من في البيت (زوجته وطفلته) ثم خلا بنفسه وشرع في مشاهدة الشريط .. وبعد قليل والرجل منهمك في متابعة الشريط إذا بباب الحجرة يفتح وإذا بابنته الصغيرة تقف أمامه وهي تقول له في تأثر: ( يا أبتاه .. عيب عليك .. اتق الله ) !! ثم خرجت ورجعت إلى سريرها ونامت.
جن جنون الرجل: كيف يمكن لهذه البنت الصغيرة أن تقول مثل هذه الكلمات التي لا ينطقها إلا كبير عاقل ؟!!!
أغلق الرجل التفاز .. وجلس متحيرا في أمرها وقرر ألا يوقظها وينتظر حتى الصباح لينظر في أمرها. وما هي إلا دقائق وهو شارد الذهن إذ سمع نداء الفجر يتعالى صداه ويهز أرجاء المكان فأحسن بقشعريرة في جسده وقرر أن يذهب إلى لصلاة الفجر فقط لحين أن يطلع الصبح وينظر في أمر البنت. وحينما وقف في الصلاة وإذا به عند السجود ينفجر في بكاء شديد لاحظه جميع من في المسجد .. وإذا برجل يقترب منه ويسأله ما به؟ فقال له: هذه أول سجدة أسجدها لله منذ عشرين عاما !!!!
أحس الرجل بذنبه وجرمه وتقصيره في طاعة ربه فقرر أن يمكث في المسجد يصلي ويستغفر إلى أن يطلع الصباح.
ولما أن طلع الصباح قرر أن يذهب إلى العمل، وكان أول الحاضرين ، ولما توالى حضورر زملائه تعجبوا من حضوره المبكر على غير عادته فقد كان دائم التأخر كل يوم (بسبب سهره المعتاد) .. ولما سأله أحد زملائه وهو صديق مقرب إليه، بعد أن وجده متغيرا (وقد بدا على وجهه نور لم يكن يُرَى عليه من قبل): ما شأنك ؟ وماذا حدث؟! فقص عليه قصته وما حدث من أمر ابنته؟ فتعجب زميله مما سمع .. ومر اليوم ... وعند الظهيرة قرر أن يرجع إلى بيته فلم ينم طوال الليل ...
وعندما وصل إلى بيته سمع صوت بكاء ونحيب شديد .. وإذا بزوجته تخبره أن ابنته قد ماتت صباح اليوم !!!
كانت صدمة عنيفة على الرجل وهو يتلقى الخبر .. هرع إلى ابنته وقبلها وبكى ولا تزال كلماتها الأخيره له يدور صداها في جوفه. وعندما ذهبوا إلى المقابر لدفنها وفتُح القبر .. وجد نفسه يضع ابنته بيديه في القبر بنفسه .. عزاه صديقه في ابنته .. فقال له الرجل: ( أنا لا أدفن ابنتي ، وإنما أدفن النور الذي أراني النور ).