تربية النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

(تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه)

الحمد
لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون ,والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل أجمعين
,بشَّرَ وأنذر ووعد وأوعد ,أنقذ الله به البشرية من الضلالة وهدى الناس
إلى طريق مستقيم صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الطيبين وصحابته
والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين ...أما بعد.
فإن من الموضوعات التي
ينبغي أن تُبذل فيها الجهود وتُنفق الأوقات التعرف على أسلوب النبي صلى
الله عليه وسلم في تربية وتعليم أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين
ومعرفة منهجه في ذلك من كتاب الله تعالى وسنته عليه الصلاة والسلام
القولية والعملية والتقريرية ومن الآثار السلوكية للصحابة التي هي نتاج
تلك التربية النبوية المباركة ...ثم مع اختلاف مصادر الناس في استمداد
مناهج التربوية واختلاف أساليبهم كثرت الأخطاء والسلبيات فكان من اللازم
دراسة منهج النبي صلى الله عليه وسلم في توجيهه لأصحابه ,لأن هذا المنهج
كما هو معلوم قد أخرج جيل الصحابة الذين هم خير القرون .
ومن هنا نقف عند معنى التربية ومفهومها ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه رضوان الله عليهم وأساليبه في ذلك :

-الفرق بين التربية والتعليم :

هناك فرق واضح بين عملية التربية من جهة والتعليم من جهة أخرى:
التعليم : يمثل جزء من التربية .
والتربية : تشمل التعليم والعكس غير صحيح .

فالإسلام
يسعى لإيجاد الإنسان الصالح لكي يُصلح حاله على الأرض ويُنظِم حياته وفق
منهج محدد رسمه لك فيحرك به على الأرض وفي الوقت نفسه متجه بروحه إلى الله
.

أما عملية التعليم :

هي
جزء من عملية التربية الكاملة والواسعة الشمول . ومما يؤكد أهمية ذلك :
ماورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عرض الإسلام على أب ي بكر
رضي الله عنه قال له : "يا أبابكر إني رسول الله ونبيه بعثني لأبلغ رسالته
وأدعوك إلى الله بالحق فوالله إنه للحق ,أدعوك إلى الله وحده لاشريك له
ولا تعبد غيره "[1]

ثم بعد هذه التربية العظيمة على صحة الاعتقاد
وتحقيقه في النفس وتوضيحه أشد الوضوح كان حريصاً عليه الصلاة والسلام على
حراسة هذا الاعتقاد ,فكان يلاحظ تصرفات أصحابه في أقوالهم وأفعالهم فإذا
رأى أو سمع من أحد فعلاً أو قولاً ينافي التوحيد أو يضعفه فإنه يسارع في
نهيهم وزجرهم ويبين لهم الصواب .

من هنا يجب على المربي ملاحظة أي
سلوك يطرأ على من تربيهم وتوجههم وعدم إرجاء تقويم أي سلوك لما في ذلك من
آثار سلبية على تربية النشيء ويكون بذلك مقتدي برسول الله صلى الله عليه
وسلم .

_ تربيته لأصحابه على تزكية النفس:

بدأ
النبي صلى الله عليه وسلم تربية أصحابه بتصحيح الاعتقاد لأنه أساس التربية
وجوهرها ليتحقق به تطهير النفوس من شوائب الشرك والأخلاق السيئة وتقوية
الإيمان فيكون الإنسان مستحقاً للأوصاف المحمودة في الدنيا والآخرة الأجر
والمثوبة ,فيُقبِل على الخير وبيتعد عن الشر ويتحلى بالأخلاق الحميدة
,ويعتز بدينه ويستعين بربه ويلجأ إليه في كل أموره واثقاً في عونه ونصرته
وهدايته .

ثم حرص صلى الله عليه وسلم على عقد صلة دائمة بين نفوسهم
وبين الله تعالى في كل اللحظات والأوقات وكان يعتمد في تزكية نفوسهم على
أهم ما في الإنسان والذي يتوقف عليه صلاح بقية الجسد أو فساده وهو القلب
.كما قال :"ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد
الجسد كله ألا وهي القلب " [2]

-تربيته لأصحابه على العلم والعمل:

لا
يوجد في الإسلام فصل بين العلم والعمل لا في نصوص الشريعة ولا في واقع
الجيل الأول في خير القرون ,فالعمل الصالح هو ثمرة العلم النافع ولا خير
في علم لم يورِّث صاحبه عملاً يقرِّبه إلى ربه عز وجل .عن أبي عبد الرحمن
بن عبد الله السلمي قال : "حدّثنا الذين كانوا يقرئون القرآن –عثمان بن
عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما- أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى
الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل
,قالوا : (أي الصحابة) فتعلمنا العلم والعمل .

وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " تعلموا ما شئتم أن تتعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به ".
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : "لا يزال العالم جاهلاً بما علم حتى يعمل به فإذا عمل به كان عالماً ".
وكان
صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على التزام الأخلاق وأن أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خُلُقاً و"ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن
صاحب الخُلق الحسن ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ".[3]
بهذه
التربية الأخلاقية العالية ملك المسلمون في قرونهم الاولى قلوب الآخرين
فكان الناس يدخلون في هذا الدين أفواجاً لما يرون من حسن المعاملة وجميل
الأخلاق .

وهذه بعض الأخلاق التي ربّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها :

1-الصدق :

كان
صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على الصدق لأنه أصل الفضائل ومنبع الثقة
وثمرة الأخلاق .والصدق بمعناه الضيق :مطابقة منطوق اللسان للواقع .
وبمعناهم الأعم:مطابقة الظاهر للباطن .فالصادق مع الله ومع الناس ظاهره كباطنه .والصدق التزام بالعهد قال تعالى : " ‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ " [4], والصدق يحتاج إلى إخلاص لله تعالى وعمل بميثاق الله في عنق كل مسلم .قال تعالى : " ‏وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ " [5]. ,فإذا كان أهل الصدق سيُسألون فكيف يكون السؤال للأهل الكذب والنفاق ؟ ! ! !.

الإمام البخاري رحمه الله يرفض أن يأخذ شطر حديث من رجل يكذب على حصانه بعد أن تحمّل مشاق السفر إلى اليمن لأجل ذلك .
وكل
خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه والحرص على التزامه وتحري العمل به
كما قال صلى الله عليه وسلم :" عليكم يالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن
البر يهدي إلى الجنة ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله
صديقاً ...الحديث" [6]
ومن مناقب الإمام أحمد أنه قيل له : " كيف
تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟فقال : "لو وضع الصدق على جرح لبرأ "
ويوم القيامة يقال للناس :" هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ
صِدْقُهُمْ " [7] والصدق يطهِّر اللسان ويصلح الأعمال والأ؛وال وينير
القلب ويغفر الذنب ومامن نعمة أنعم الله بها على عبد بعد الإسلام أفضل من
الصدق في أقواله وأعماله وأحواله ..ويكفي أن الصدق من صفته من صفات الخالق
ثابتة له في الكتاب والسنة : " ُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ
إِبْرَاهِيمَ " [8], وصوله صلى الله عليه وسلم : "صدق الله وعده ونصر عبد
وهزم الأحزاب وحده "[9]
ومما يعين على الصدق :مراقبة الله والحياء منه ,صحبة الصادقين ,الدعاء ,معرفة وعيد الكاذبين .

2-العدل :

بالرجوع
إلى كثير من نصوص القرآن التي تتحدث عن الظالمين نجد أنها نفت عنهم الفلاح
( إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) [10], واستبعدتم من أن ينالهم
عهد الله : (‏لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
) [11], وبشّرتهم بأن الله لايحبهم : (‏وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) [12],وفي مقابل ذلك فإن لله على جميع عباده : (‏إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ )
[13],وجعل في مقدمة السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله
(إمام عادل ) [14], ومن الخير للعبد أ يظلم مخلوقاً في الديا من إنسان أو
حيوان فمهما يكون الإنسان ضعيفاً فإن الله ناصره ومن له بالله طاقة حتى
يتجرأ على ظلم العباد ,
فقد جاء في الحديث : " ودعوة المظلوم يرفعها
الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب : وعزتي وجلالي
لأنصرنك ولو بعد حين "[15]
وتمام العدل حين يكون مع الصديق والعدو كما علّمنا القرآن : ( ‏‏وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) [16],وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه من المنجيات :
"العدل
في الغضب والرضا " [17].وقد خصّ الله أهل العدل في الدنيا بإعلاء شأنهم في
الآخرة فقرّبهم منه سبحانه كما في الحديث : " إن المقسطين عند الله على
منابر من نور عن يمين الرحمن-وكلتا يديه يمين-الذين يعدلون في حكمهم
وأهلهم وماولّوا " [18]
وحين جاء عبد الله بن رواحة إلى اليهود في
خيبر لتقدير محصولهم من الثمار والزروع وتقاسمها حسب ماتم الاتفاق عليه
بعد فتح خيبر, حاولوا رشووة عبدالله بن رواجة ليرفق بهم فقال لهم : "
والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليّ ولأنتم أبغض إليّ من أعدادكم من
القردة والخنازير وما يحملني حسبي إيّاه وبعضي إياكم على أن لا أعدل فيكم
" فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض " [19]

يتبع , ,

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:

3-التثبت:

قد
انقطع الوحي الذي يكشف المنافقين ولكن لم تنقطع الضوابط الشرعية والأصول
الإسلامية للتبين والتثبت وما أحوج المؤمنين لأن يتدبروها ويتخلوقوا بها .
ومن أول مزالق عدم التثبت : سوء الظن .يُروى أن سليمان بن عبد الملك قال
لرجل :بلغني أنك وقعت فيّ وقلت كذا .وكذا ,فقال الجرل :مافعلت ُ ,فقال
سليمان: إن الذي أخبرني صادق .قال الرجل :لايكون النمّام صادقاً .فقال
سليمان :صدقت :اذهب بسلام .[20]

فمن التثبت لما أرسل النبي صلى
الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه إلى اليمن قاضياً ,أوصاه : " فإذا جلس
بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآ×ر كما سمعت من الأول فإنه
أحرى أن يتبين لك القضاء " [21]
فما زلّت قدم ووقعت فتن إلا بسبب عدم التثبت يقول صلى الله عليه وسلم : "لو يُعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم "[22]

والصحابة
مع عدالتهم كانوا يطالبون بإحضار شهود أو الإدلاء ببينات .فحين قُتِل
صحابي وُجد بين بيوت اليهود في خيبر اتهم أصحابه اليهود بقتله فطالبهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيِّنة .قالوا:
مالنابينة .قال :
"فيحلفون ",قالوا: لانرضى بأيمان اليهود . [23] فأضطر صلى الله عليه وسلم
أن يدفع ديته مائة من الإبل ولم يتهم اليهود بلا بينة .
وقد اشترط الشرع البيِّنة دفعاً للإتهامات الرخيصة .

4-اللين والرفق :

التوازن
في شخصية المسلم يجمع الشدة والرحمة ومن الحكمة مراعاة كل ظرف بما يناسبه
والتعامل مع كل حالة بما تقتضي من الأخذ بقوة أو الرفق واللين غير أنه
يبقى الأصل في التعامل الاجتماعي اللين والرِّقة مالم يقم مايقتضي خلاف
ذلك ....وإذا كان قصدنا الفوز برضى الله والنجاة من النار فلنعلم أن
المسلم لينال باللين مالايناله بالعنف والشِّدة كما في الحديث : " حُرِّم
على النار كل هيِّن ليِّن سهل قريب من الناس " [24]
والرفيق الرحيم
أحق الناس برحمة الله :" الرحمون يرحمهم تبارك وتعالى ,ارحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء" [25] لذلك كان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس
بالصبيان والعيال .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " ماكان الرفق في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه " [26]
الحكمة:
صاحب النية الخالصة والعبادة الصادقة يبقى صلاحه قاصراً عليه لايتعداه إلى
غيره إن لم يُرزق الحكمة في التعامل .وأصل الحكمة :وضع الشيء في موضعه وهي
من الخير الكثير الذي ذُكِر : (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا"
والحكمة صفة من صفات الأنبياء والعلماء والـأتقياء . . والواجب على الحكيم
أن يتروّى ويتعقّل ولا يعرِّض نفسه للزلات . . ورد أن صحابياً أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله علَّمني وأوصني .فأجابه :
(إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودِع ,ولا تكلم بكلام تعتذر منه ,وأجمع اليأس
عما في أيدي الناس ) ,[27]
واستعمال الحكمة في الدعوة إلى الله : " ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " [28]
واعتبر
لقمان الحكيم الحكمة مما يُكتسب بمجالسة الصالحين الذين يُقتدى بهم كما
وصى أبنه : ( يابني جالِس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب
بنور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء ) , [29]

5-الحِلم :

وهو
ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي
أصحابه على الحلم .عن أنس رضي الله عنه قال :" كنت أمشي مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه
بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت
به حاشية البرد من شدة جبذته فقال : يامحمد مُر لي من مال الله الذي عندك
. فالتفت إليه فضحك وأمر له بعطاء .
واشترى صلى الله عليه وسلم من
يهودي بيعاً إلى أجل فجاءه اليهودي قبل أن يحل الأجل يتقاضاه ثمنه فقال
صلى الله عليه وسلم : ؛(لم يحل الأجل ) فقال اليهودي : إنكم لمطل يابني
عبد المطلب فهَّم به أصحابه فنهاهم ولم يزده ذلك إلا حلماً فقال اليهودي :
"كل شيء منه عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي :أنهُ لا يزيده شدة
الجهل عليه إلا حلماً فأردت أن أعرفها " ,فأسلم اليهودي .
فهلا أخذت أخي المربي من هذا الحديث منهجاً لك في التعامل مع الآخرين مستحضراً قوله تعالى : (‏ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) قصة جارية ميمون بن مران وتعثرها ثم صبّ المرقة الحارة عليه فهمّ أن يضربها فذكّرته بالآية حتى قالت : " ‏وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " ,فقال لها : أنت حرة لوجه الله .

6-التحبب إلى الناس :

لاشك
أن مقصود المسلم رضا الله قبل رضا سواه كم لاشك أننا حين نتسم بالفظاظة
وغلظة القلب ننفّر الناس ,والجمع بين ما يحبه الله والتحبب إلى الناس أمر
ليس بعسير إذا تخلق المسلم بمجموعة من الصفات الرفيقة الودودة مثل :
اللقيا بالترحيب والاستقبال بالبشاشة واستدامة التبسم وهذه تجعل القلوب
تهفو إليه .كما وصف صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما
رأيتُ أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

7-سرعة الفيئة:

من
يراجع سيرة خير القرون يجد أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يكونوا متميزين من العصمة في الوقوع في الخطأ وإنما كانوا : (‏وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ,[30]
وقد
قيل : ( يكون الرجل سريع الغضب قريب الفيئة فهذه بهذه ويكون بطيء الغضب
بطيء الفيئة فهذه بهذه ,فخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة ,وشرهم سريع الغضب
بطيء الفيئة ) فما عليك إلا ضبط أعصابك وعدم الغضب والإساءة وإن لم تتمالك
نفسك فلا يطول عليك الأمد ويتراكم تاران على قلبك وإنما تفيء إلى دائرة
الحق بسرعة وإلى جادة الصواب على عجل.

8-التواضع:

فالله
عزيز ويريد عباده أن يكونوا عزيزين على ألا تمتد مساحة عزتهم على اخوانهم
فتغدوا عندئذ اعجاباً بالنفس واستعلاء على الآخرين . ومن تأديب الرسول صلى
الله عليه وسلم للمؤمنين على خُلُق الذلة على المؤمنين أنه كان يدعو : (
اللهم احيني مسكيناً وامتني مسكياً واحشرني في زمرة المساكين ) [31]
ويقول
عليه الصلاة والسلام : ( مامن آدمي إلا وفي رأسه حكمة بيد مَلَك فإذا
تواضع قيلللملك ادفع حكمته ,وإذا تكبّر قيل للملك ضع حكمته " ,[32]

9-الطيبة :

نعني
بالطيبة سلامة الصدر وصفاء النفس ورقة القلب .والرسول صلى الله عليه وسلم
ضرب مثلاً للمؤمن فقال : ( والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة
أكلت طيباً ووضعت طيباً " ,[33] ,وأقصر طريق إلى القلوب بالكلمة الطيبة .

10-الاعتذار :

أدب
اجتماعي في التعامل الإسلامي ينفي منك شعور الكبرياء وينفي من أخيك المسلم
الحسد والبغضاء ويدفع عنك إساءة الظن بل حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ : (
طلب حُذيفة رضي الله عنه من رجل من أهل الكتاب بماء فجاءه الكتابي بالماء
في إناء من فضة فرماه حذيفة بالإناء) ثم أقبل على القوم يعتذر قائلاً :
إني إنما فعلت ذلك به عمداً لأني كنت نهيته قبل هذه المرة أن رسول الله
صلى اله عليه وسلم نهانا عن لبس الديباج والحرير وآنية الذهب والفضة )
فأوضح لمن معه أن هذا الرجل يعلم حرمة استخدام أواني الفضة ورغم ذلك فقد
تكرر منه هذا الفعل ..فمن تغلب على نفسه فاعتذر فتغلب أنت على كبرياءك
واقبل الاعتذار واعتذر واصفح لئلا ينقطع المعروف .

11-الأمانة :

يقول
صلى الله عليه وسلم : ( أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك مافاتك من الدنيا :صدق
الحديث,وحفظ الأمانة ,وحسن الخُلُق ,وعِفّة المطعم ) [34] والأمانة صفة
ميزة لأصحاب الرسالات فما من رسول إلا ويقول لأمته : " ‏إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " [35]

-الوسائل التي كان يتبعها صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه :

-التربية بالقدوة:

وهو من أبلغ وأعمق الوسائل في التربية : "‏ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
" ,[36], فقد كانت شخصيته صلى الله عليه وسلم واضحة قبل بعثته وبعدها وفي
جميع أحواله فقد كان موصولاً بربه ليله ونهاره وفي سره وعلانيته فالتربية
بالقدوة لها أثر عميق في نفوس المتربين .لذا على المربي أن يكون قدوة
صالحة في نفسه يدعوا عملياً لكل خُلُق حسن فالإنسان قد يدعو بفعله أكثر من
قوله " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من
أجورهم شيئاً " ,[37] التربية بالمحاورة الهادئة عن طريق السؤال والجواب :
وذلك بإلقاء السؤال للفت الأنظار والانتباه للموضوع ثم انتظار الإجابة
والإ فإنه يجيب الإجابة الصحيحة : مثل سؤاله إياهم : من المفلس ؟ مالغيبة
؟ذكرك أخاك بما يكره ,إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد
بهته " [ 38]

-التربية إرشادهم إلى تعدد أنواع الخير :

كان
يحثهم على بذل الخير بكل صوره وبحسب طاقاتهم وقدراتهم ولفت أنظارهم إلى أن
المؤمن إيجابي في كل وقت وعلى كل حال : " على كل مسلم صدقة ",قالوا :فإن
لم يجد؟ .قال : " فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق ",قالوا: فإن لم يستطع
أون يفعل ؟ ,قال : "فيعين ذا الحاجة الملهوف " ,قالوا: فإن لم يفعل ؟ قال
:"فليأمر بالمعروف ",قالوا :فإن لم يفعل ؟ ,قال :" فليمسك عن الشر فإنه له
صدقة " ,[ 39]

-التربية بضرب الأمثال :

فالأمثال
تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله لأن المعاني
المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حية تربية للفهم : " مثل
المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ,ومثل الؤمن
الذي لايقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ,ومثل الفاجر الذي
يقرأ القرآن كمثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ,ومثل الفاجر الذي لا يقرأ
القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها " ,[ 40]

-التربية في الترغيب والترهيب :

فلها
أثر في النفس البشرية لذلك نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أحيا باعث
الخوف والرجاء في النفوس بالترغيب والترهيب كما في حديث : عن أبي مسعود
الأنصاري رضي الله عنه قال : ( كنت أضرب غلاماً لي فسمعت من خلفي صوتاً
:"اعلم أبا مسعود للّه أقدر عليك منك عليه " فالتفتُ فإذا هو رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت : يارسول الله هو حر لوج الله .فال : " أما لو لم
تفعل للفحتك النار –أو لمستك النار" ’[ 41]

-الرحمة والرفق بالمتعلم :

مما
يدل على رحمته ورفقه : " عن أبي هريرة قال : بال أعرابي في المسجد فقام
الناس إليه ليقعوا فيه ,فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" دعوه وأريقوا
على بوله سَجْلاً من ماء أو ذَنَوباً من ماء فإنما بُعثتم ميسِّرين ولم
تُبعثوا معسِّرين " ثم دعا بالأعرابي وقال له : " إن هذه المساجد لا يصلح
فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للصلاة وقراءة القرآن والتكبير " ’ [
42]
فيه تعليم الصحابة على الصبر وسعة الصدر على المخطيء والتريث والتؤدة عند تصحيح الخطأ .

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية: 5

تسلميلي جوجو على هاد الموضوع الرائع سلمت يداكي وجعله الله في ميزان حسناتك

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:

و تسلمي على المروور الارووووع
نوررررررررررررررررررررررررتي

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية: 5

مليون شكر على الموضوع الرائع

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد
وعلى ال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم في
العالمين انك حميد مجيد

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:

و مليار شكر لك على مرورك اخي نورررررررررررررررررررت

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية: 5

&houssam& كتب:: مليون شكر على الموضوع الرائع

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد
وعلى ال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم في
العالمين انك حميد مجيد

بطاقة الشخصية الورقة الشخصية:

و مليار شكر على المرور العطر نورتماااااااااااااااااا

» حملة المليونين صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ،ادخل وصلي عليه هذا نبيك...
» حملة المليونين صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ،ادخل وصلي عليه هذا نبيك...
» حملة المليونين صلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ،ادخل وصلي عليه هذا نبيك...
» نسب النبي صلى الله عليه و سلم
» سنن صحّت عن النبي صلى الله عليه وسلم